بسم الله الرحمان الرحيم :
الحمدلله والصلاة والسلام على محمد مولانا ونبينا ورسولنا أفضل الخلق صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم يبعثون .
وبعد:
من خلال قراءة القرآن الكريم وتدبره نجد كثير من الأيات الكريمة التي تدل على المكانة المرموقة التي يتميز بها القرآن الكريم على سائر الكتب السماوية، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجر الآية 9
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ وهذا يدل على أن الخالق جلا جلاله هو من تكلف بحفط القرآن الكريم من التحريف، كما نجد أيضا آيات تدل على الأسماء التي سمى بها الله كتابه العظيم كلها تدل على مكانة القرآن الكريم، وعلى عظمة شأنه ومن بين هذه الأسماء نجد:
القرآن:
إن الله عز وجل ذكر هذا الإسم في آيات شتى من بين هذه الآيات الآية 9 من سورة الإسراء يقول الله تعالى
﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾.
الكتاب:
هذا اللفظ قد ذكره الله عز وجل في آيات عديدة من بينها الآية 1 و2 من سورة الدخان قال الله تعالى
﴿ حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾.
التنزيل:
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الشعراء الآية 192
﴿ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ولفظ التنزيل يتضمن حقيقتين هامتين تؤكدان منزلة القرآن الكريم وحقيقته.
الحقيقة الأولى: تفيد أن القرآن الكريم ُمنَزَّل من عند الله تعالى على نبيه الأمين محمد صلى الله عليه وسلم.
الحقيقة الثانية: تفيد أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يؤلف ولم ينتج القرآن الكريم بل تلقه من الله عز وجل عبر الوحي.
الفرقان:
يقول الله عز وجل في سورة الفرقان الأية 1
﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ ولفظ الفرقان يدل على أن الله عز وجل قد فرق بين الحق والباطل، وبين الجد واللعب، وبين الهداية والضلال.
الذكر:
يقول الله عز وجل في سورة النحل الآية 44
﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ إن الله تعالى جعل القرآن الكريم تذكر من جهة، وذكر من جهة أخرى، حيث يذكر بالحقائق الكونية الكبرى مثل حقيقة الحياة، حقيقة الموت، حقيقة الرزق، حقيقة حياة القبر، وغيرها من الحقائق.
نسأل الله أن يوفقنا فيما نقوم به ونسأل خالقنا الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعني به في الدنيا والآخرة وينفع به كل من قرأه وطبعه وكان سببا في نشره إنه ولي ذلك والقادر عليه.