قتلنا المجتمع العربي الإسلامي بأفعالنا

بسم الله الرحمان الرحيم :
الحمدلله والصلاة والسلام على محمد مولانا ونبينا ورسولنا أفضل الخلق صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم يبعثون .
وبعد:
مازالت المجتمعات العربية تعاني من تفشي وباء الرشوة التي لها تأثير خطير على المجتمع بأكمله، نذكر منها على سبيل المثال: ضياع وسلب حقوق الناس، وانتشار الظلم، وعدم المساواة بين أفراد المجتمع... إلخ الرشوة هي جريمة مالية وإقتصادية، نتيجة عدة أسباب منها: البعد عن الله عز وجل، وضعف روح المواطنة لدى المرتشي، وعدم محاسبة للمرتشين، وسعي الراشي إلى أخذ ما ليس له الحق فيه، مثل ( أرض منزل) ...إلخ.

منذ مجيء الإسلام وهو يحارب كل المفاسد الإقتصادية منها الرشوة، وهي شكل من أشكال أكل أموال الناس بالباطل، وانتشارها في المجتمع يؤدي إلى نشر الضلم، والفساد، والإنحراف الأخلاقي والسلوكي بين أفراده. إضافة إلى هذا فإن الرشوة محارمة بالقرأن الكريم، والسنة النبوية الشريفة تحريما قطعيا، فمن القرأن مثل قول الله عز وجل في سور البقرة الأية 188 '' وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ '' . ومن السنة المطهرة ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الـراشـى والمرتشى والرائش بينهما"

إن إعطاء أو أخذ الرشوة هو تعاون على الإثم والعدوان، الذي نهى الله عليه في قوله تبارك وتعالى في سورة المائدة الأية 2 '' وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ '' والغاية من تحريم الله عز وجل الرشوة، ولعن رسوله صلى الله عليه وسلم مرتكبها، الإن نتائج وعواقب الرشوة وخيمة لا تعد ولا تحصى في نظر أصحاب العقول الراجحة والفطر السليمة، من نتائج شيوعها في المجتمع نجد:
إنتشر الظلم والفساد.
سلب حق الضعفاء والمظلومين.
عدم تكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع.
تقديم من يستحق التأخير وتأخير من يستحق التقديم.
قتل المساواة في المجتمع.
حرمان حرمان الناس من حقوقهم المشروعة.
إعانة الطغاة الظالمين على سلب حقوق الناس قهرهم.
جعل الظالم مظلوما.
إنتهاك القانون.
تولد الضغائن في النفوس.

من أجل القضاء على الرشوة يجب علينا كمسلمين إجتنابها والحذر منها، واستشعار مراقبة الله لنا، تحذير الناس من إعطائها أو أخذها، تبسيط الاجراءات وتطوير أساليب العملأ السعي في قضاء مصالح الناس فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسْلِمُهُ. مَنْ كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة". وكذا إنخراط في جمعيات ومنظمات  تحارب وباء الرشوة، وتوعية المواطنين و تحسيسهم على مدى خطورة الرشوة، إن إحترام القانون واتباع طريق الله عز وجل هو الوسيلة الوحيدة لمحاربة الرشوة .

نسأل الله أن يوفقنا فيما نقوم به ونسأل خالقنا الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعني به في الدنيا والآخرة وينفع به كل من قرأه وطبعه وكان سببا في نشره  إنه ولي ذلك والقادر عليه .

هل أعجبك الموضوع ؟